يوسف “بائع المناديل” حرمته أمه من التعليم وعوضته طالبتان بدرس خصوصي في الشارع
جالسًا أمام الديوان العام لمحافظة سوهاج في كل صباح لكسب رزقه من بيع المناديل، لكن يمر أمامه موكب المحافظ الضخم، فإذا بالطفل يوسف شعبان، البالغ من العمر 12 عامًا، يبدي حزنه لعدم إلحاقه بالتعليم ليكون هو في موكب مثل هذا بدلًا من أن يقضي عمره في بيع المناديل في الشوارع.
شيماء ونورا، طالبتان بالفرقة الأولى بكلية الصيدلة في جامعة سوهاج، يمران يوميًا في طريق الذهاب والعودة للجامعة من أمام “يوسف”، وفي كل يوم يشتريان منه المناديل ليس لحاجتهما إليها، ولكنهما يرغبان في مساعدته، ومع مرور الأيام توطدت علاقتهما به، وعندما عرفا أنه لم يلتحق بالمدارس، قررا أن يمنحاه ساعتين يوميًا لإعطائه درس خصوصي مجاني في الشارع.
“الوطن” التقت بالطالبتين شيماء ونورا أثناء إعطاء “يوسف” الدرس الخصوصي بجوار سور مبنى ديوان عام محافظة سوهاج، وكانت الحصة المقررة له في ذلك التوقيت الرسم، وقالت شيماء: “كنا نمر يوميًا من أمام يوسف ونشتري منه المناديل ونحاول مساعدته، لكن مع مرور الوقت صارت بيننا وبين يوسف صداقة”.
الطالبة بجامعة سوهاج تصف “يوسف” بـ”المؤدب”، قائلة: “عندما عرفنا أنه لم يلتحق بالدراسة ليساعد والدته في نفقات المنزل، قررنا أن نساعده ليتعلم القراءة والكتابة”، مؤكدة أن “الأمر كان في البداية صعبًا لنظرات المارة، لكننا تعودنا أن نجلس بجوار يوسف كل يوم على الرصيف لإعطائه الدرس ومنحه الجمعة إجازة”.
فيما أشارت “نورا” إلى أن يوسف لديه ذكاء خارق، وتعلم خلال أسبوع واحد الحروف العربية والإنجليزية، وبدأ يقرأ ويكتب بشكل سليم، إضافة إلى أن لديه رغبة شديدة في التعلم، مطالبة هي وزميلتها “شيماء” بتدخل الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج، لإنقاذ هذا الطفل والعمل على إلحاقه بالتعليم.
أما “يوسف”، أكد انه كان يتمنى أن يذهب إلى المدرسة ليكون هو محافظ سوهاج ويركب السيارة السوداء التي يستقلها المحافظ، لافتًا إلى أنه ترك التعليم ليساعد والدته في مصاريف المنزل عقب ترك والده لهم، مشيرًا إلى أن لديه شقيقتان أصغر منه يعملان في مهنة بيع المناديل أيضًا، وأحيانًا يحضران معه حصة الدرس، لكن والدتهما لا تعرف بذلك
http://www.elwatannews.com/news/details/864319#.VnSCuhX0Po2.facebook